تعتبر صناعة الطائرات من الصناعات المتطورة والمعقدة التي تحتاج لخبرات متنوعة وواسعة تدخل ضمن سلسلة مختلفة من العمليات المتوالية أثناء التصنيع، تبدأ من إنتاج الهيكل الخارجي وتصميم تدفق الهواء، وصولاً إلى الأجهزة المعقدة التي تدخل في عمليات التحكم والقيادة، وغيرها من العمليات المعقدة.
تتجه أغلب الدول، ومنها الدول العربية، لشراء الطائرات بدلاً من الدخول في عمليات التصنيع نظراً للتكاليف الهائلة المترتبة على هذه العمليات، إضافة إلى الجدوى الاقتصادية من عمليات التصنيع.
وأعلن مجمع “تالنات” التونسي المتخصص في التكنولوجيا والبرمجيات والأنظمة الإلكترونية والهندسة الميكانيكية، مؤخراً عن تصنيع أول طائرة دون طيار بميزات عالية بهدف الاستخدام المتعدد بميزات عالية جداً.
وأطلق المجمع اسم “فينكيس” (أي العنقاء) على الطائرة الجديدة التي تستطيع التحليق على ارتفاع يقارب 5 آلاف متر لمدة 8 ساعات.
وتقطع الطائرة الجديدة مسافة 800 كم، وتستطيع حمل 50 كغ، يمكن تزويدها بالكميرات والعدسات الحرارية وغيرها من المعدات المختلفة، بحسب موقع “العرب”.
ويبلغ طول الطائرة 4.7 متر ويصل عرضها إلى 4.2 متر مزودة بأنظمة طيران وتحكم ونظام تفادي التصادم.
كتب محمد فريخة المدير العام لمجمع “تالنت” على صفحته في “فيسبوك”: “بعد مجهود تواصل لأكثر من سنتين قام مجمع Telnet Holding اليوم وبمناسبة جلسته العامة العادية بالكشف عن أول طائرة مسيرة من تصنيعه “Phénix” التي تم تصنيعها بامكانيات وخبرات تونسية 100 بالمئة”.
وبحسب فريخة، استمر تصنيع هذه الطائرة مدة سنتين وقام بتنفيذها مهندسون تونسيون بإمكانياتهم وخبراتهم الذاتية، وذلك في إطار المشروع الذي أطلقه المجمع منذ سنة 2018 لاقتحام مجال تصنيع الطائرات المسيرة.
وبحسب “سكاي نيوز” فإن الطائرة الجديدة متعددة الاستعمالات، يمكن استخدامها في المجالات الزراعية ومراقبة الغابات ونقل المعدات وإرسال الصور وغيرها من مجالات الأمن والحماية المدنية.
وكان راديو “مزاييك أف أم” التونسي قد نشر سابقاً، على قناته في تونس مشاهد من عمليات تصنيع طائرات تونسية صغيرة قادرة على حمل الركاب.
وبحسب فؤاد الكامل، مدير شركة أفيوناف” لصناعة الطائرات في تونس، باعت الشركة حوالي 40 طائرة صغيرة في مختلف دول العام، مزودة بمحرك كندي لها ميزات أمنية عالية.
وتحاول تونس تطوير مجال صناعة الطائرات في البلاد، وأنشأت في عام 2018 “تالنت” بعد توقيع عقد مع شركة “فوجي إنفاك” اليابانية.
وبحسب “الجزيرة” اشترى توأمان من عائلة الكامل شركة “أفيوناف” الإيطالية بتمويل ذاتي منهما ومن بعض أصدقائهما، واستطاعت الشركة تحقيق الأرباح بسبب رواج المنتوج وثقة الزبائن بالإنتاج التونسي إضافة إلى انخفاض تكلفة اليد العاملة التونسية.
سبوتنك
التعليقات مغلقة.