تُطور كبرى شركات التقنية مثل: آبل، وسامسونغ و Fitbit الساعات الذكية، وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، وغيرها من الأجهزة القابلة للارتداء للمساعدة في الحفاظ على صحتنا من خلال مراقبة نشاطنا، كما أنها أصبحت تُستخدم في الفترة الأخيرة بشكل متزايد لمراقبة حالات المرضى.
ينتشر فيروس كورونا (COVID-19) الآن بسرعة وتزداد أعداد المصابين كل يوم مما يؤثر على أنظمة الرعاية الصحية في معظم البلاد، حيث إن ندرة مجموعات الاختبار تؤثر سلباً على قدرة المستشفيات على تحديد أعداد المصابين بسرعة واتخاذ قرارات حاسمة بشأن مكان نشر الأطباء والممرضات وأجهزة التنفس وغيرها من موارد الرعاية النادرة.
كيف يمكن أن تستفيد المستشفيات من انتشار الأجهزة القابلة للارتداء؟
بدأت المستشفيات الأمريكية في البحث عن طرق جديدة لتخفيف العبء، مثل: دمج الأجهزة القابلة للارتداء في جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا، حيث تخطط لاستخدامها فيما يلي:
- تتبع انتشار الوباء عبر الدولة.
- تحديد الأطباء والممرضات والأشخاص الآخرين العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين أصيبوا بالفيروس في أسرع وقت ممكن.
- مراقبة حالات المرضى المصابين بالفيروس؛ مما يساعد في اتخاذ قرارات أفضل بشأن من يجب إدخاله إلى المستشفى، ومتى.
يمكن تحقيق المهمة الأولى؛ وهي مراقبة السكان من خلال أي جهاز يمكن ارتداؤه ويتتبع النشاط ومعدل ضربات القلب. ومع ذلك تتطلب المهمتان الأخيرتان مقاييس متقدمة، جُهزت نسبة صغيرة من الأجهزة القابلة للارتداء لتتبعها.
على المدى الطويل؛ يمكن أن تؤدي الضرورة العاجلة إلى تحفيز الاستجابة لانتشار الفيروسات وحدوث الأوبئة إلى ظهور تغييرات دائمة؛ لما تقوم الأجهزة القابلة للارتداء بتتبعه، وكيفية استخدام الأطباء لهذه البيانات للمساعدة في مراقبة الحالات المرضية وتحديد طريقة التعامل معها، والتوقيت المناسب.
تتبع السكان:
منذ عدة سنوات؛ أدرك الباحثون إمكانية استخدام الأجهزة القابلة للارتداء بمثابة أدوات لجمع بيانات من الجمهور لتتبع انتشار المرض. والآن مع وجود ما يصل إلى 1 من كل 3 أمريكيين يرتدون الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، أصبح الجمهور في النهاية كبيراً بما يكفي للمساهمة.
على سبيل المثال؛ أعلن (معهد سكريبس للأبحاث) Scripps Research Institute خلال شهر يناير الماضي عن تطوير نموذج تنبؤي لتتبع تفشي الإنفلونزا الموسمية، من خلال تحليل بيانات غير محددة الهوية مثل: معدل ضربات القلب، ومدة النوم والنشاط لعشرات الآلاف من مستخدمي أجهزة Fitbit.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن المعهد عن دراسة أوسع حول الأجهزة القابلة للارتداء تُسمى (DETECT) – وهي تعني المشاركة الرقمية والتتبع للتحكم والعلاج المبكّر – مصممة للمساعدة في اكتشاف الأماكن التي قد ينتشر فيها فيروس كورونا بسرعة.
وذلك عن طريق طلب متطوعين للمشاركة في الدراسة يرتدون أجهزة ذكية يمكنها تتبع معدل ضربات القلب، ويقومون بتنزيل تطبيق MyDataHelps في أجهزتهم لمشاركة بياناتهم.
في الواقع؛ لا يحتاج العلماء إلى أن تكون الأجهزة القابلة للارتداء ذكية بما يكفي لتحديد أعراض الإصابة بالفيروس للأفراد تلقائياً، ولكن يكفيهم تتبع التغييرات التي قد تظهر على مجموعة كبيرة من الأشخاص في منطقة سكنية معينة.
فعلى سبيل المثال: إذا وَجد جهاز Fitbit أو الساعة الذكية أن معدل ضربات القلب لشخص ما أسرع من المعتاد، وأن عدد الخطوات أقل هذا الأسبوع، قد يعني ذلك أنه مصاب بنزلة برد أو إنفلونزا، لكن هذا لا يؤكد الإصابة بالفيروس، ولكن إذا ظهرت الأعراض نفسها على ضعف عدد من يرتدون الأجهزة، فقد يستنتج المسؤولون أن الفيروس ينتشر في هذه المنطقة، مما يساعد مسؤولي الصحة العامة على اتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة.
كما أطلقت (جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو) UCSF دراسة أخرى تُسمى (TemPredict) تهدف إلى جمع المعلومات من جهاز استشعار يمكن ارتداؤه. وقد يسمح هذا للباحثين بتطوير خوارزمية يمكنها التنبؤ بظهور الأعراض التي تميز فيروس كورونا، وبالتالي تحديد الأشخاص المصابين بالفيروس باكراً.
تستخدم الدراسة (Oura Ring) وهو عبارة عن جهاز على شكل خاتم بسيط مصنوع من التيتانيوم، يمكن ارتدائه في إصبع اليد؛ ليقيس معدل ضربات القلب والفاصل الزمني بين النبضات، والتغيرات في درجة الحرارة، والخطوات، وغير ذلك الكثير، ويتزامن مع تطبيق مثبت في الهاتف الذكي لحفظ البيانات ومشاركتها.
حالياً توجد مجموعتان من الأشخاص المؤهلين فقط للمشاركة في هذه الدراسة، وهما: موظفو الرعاية الصحية في UCSF، أو ZSFGH سواء كان لديهم جهاز Oura Ring أم لا، والمتطوعون من كبار السن الذين يمتلكون جهاز Oura Ring ويوافقون على مشاركة بياناتهم.
وبناء عليه؛ يتوقع الخبراء أن تصبح أجهزة الاستشعار التي تراقب المقاييس المتقدمة مثل: درجة حرارة الجسم، وتشبّع الأكسجين شائعة في الأجهزة القابلة للارتداء في غضون بضع سنوات.
البوابة العربية للأخبار التقنية
التعليقات مغلقة.