وذكر موقع “بيزنس إينسايدر”، أن أبحاثا طبية أشارت إلى أن مستخدمي الهواتف الذكية يتفاعلون معها بمعدل 85 مرة في اليوم، وأنهم يعتبرون الضرر النفسي الذي قد يسببه فقدان الهاتف يكاد يساوي الوقوع ضحية لأي حادث.
ويتأثر دماغ الإنسان لحظة تلقي الشخص تنبيها مثل “إعجاب” على فيسبوك، ما يؤدي إلى إفراز هرمون “الدوبامين”، الذي يرفع مستوى الاستثارة في المخ، ويؤثر على المنطقة المسؤولة عن التفكير وإصدار الأحكام.
ووفقا للدراسة التي نقلها موقع “بيزنس إينسايدر”، أبلغ 89 بالمئة من الطلاب الجامعيين الأميركيين، الذين تم استطلاع رأيهم في الدراسة، عن تعرضهم لاهتزازات هاتفية “شبحية”، متخيلين أن هاتفهم في وقت لا يحدث فيه صوتا في الواقع، في حين كشف 86 بالمئة من الطلاب أنهم يفحصون بريدهم الإلكتروني وحساباتهم الاجتماعية “باستمرار”، مما يؤدي إلى شعورهم بالتوتر دائما.
ويقول عالم الغدد الصماء، روبرت لوستغ، إن تنبيهات الهواتف الذكية تجعل أدمغتنا في حالة من الإجهاد والخوف، مما يؤثر على بعض الوظائف الإدراكية العليا بالمخ، وقد تتوقف عن العمل بعد فترة .. ينتهي بك الحال إلى القيام بأشياء غريبة جراء تراجع الوظائف الإدراكية العليا بالمخ.. وتلك الأشياء تميل إلى تعريضك للمتاعب”.
المخ بين التشتيت التركيز
أوضح الباحثون أن نحو 97.5 بالمئة من البشر لا يمكنهم التركيز في أداء أكثر من مهمة في وقت واحد، مشيرين إلى أن واحدا من كل 50 شخصا يستطيعون القيام بذلك، إلا أن التنقل بين تنبيهات الهاتف والقيام بعدد من الأعمال في وقت واحد يؤدي إلى إحداث خلل في تلقي المهام بالنسبة للمخ للشخص الطبيعي.
ويقدر عالم النفس، ديفيد ماير، الذي درس هذا التأثير، أن التحول بين المهام يمكن أن يستهلك ما يصل إلى 40 بالمئة من وقت المخ.
ومع كل مرة تلتقط هاتفك الذكي للرد على رسالة خلال القيادة وتنجو، على سبيل المثال، يتصور عقلك أن هذا سيحدث دوما، ومع تكرار ذلك تعتقد أنك تستطيع أداء هاتين المهمتين معا بنجاح، لكن دراسة سابقة أجرتها جامعة يوتا الأميركية أظهرت أن استخدام الهاتف في أثناء القيادة يقلل من ردود الأفعال، لذا قد يصير ذلك السلوك قاتلا ذات مرة.
وأظهرت دراسة سابقة أيضا، لجامعة تكساس الأميركية، أن مجرد وجود الهاتف في المتناول، حتى لو كان مغلقا أو شاشته إلى الأسفل، كفيل بأن يشتت انتباهك، ووجد الباحثون أن من تركوا هواتفهم في غرفة أخرى تفوقوا بصورة ملحوظة على من وضعوها أمامهم، وتفوقوا كذلك على من وضعوها في جيوبهم أو حقائبهم.
فكلما كان الهاتف أكثر ظهورا أمامك، زاد التشتت وضعفت القدرة الإدراكية للدماغ، ومع أن عقلك الواعي لا يفكر في الهاتف، فإن عملية منع المخ من التفكير في الهاتف تستهلك جزءا من مواردك الإدراكية.