مهدي عكنان
يستخدم الأطفال شاشات الإعلام الرقمي أكثر من أي وقت مضى، ويشعر بعض الخبراء بالقلق من أن هذا التوجه لدى الأطفال، قد يؤدي إلى شكل من أشكال الإدمان الرقمي.
ووجدت دراسة جديدة أن”استخدام الأطفال لوسائل الإعلام الرقمي قد زاد في العامين الماضيين أكثر مما كان عليه في السنوات الأربع السابقة”.
خوارزميات تسبب الإدمان
من جهتهم يقترح المشرعون في الولايات المتحدة الأميركية تشريعات جديدة في جميع أنحاء البلاد، تستهدف منصات وسائل التواصل الاجتماعي بسبب خوارزمياتهم التي تسبب الإدمان والتي تبقي الأطفال بحالة إدمان.
مشاكل دراسية وصحية وعقلية
المعالجة النفسية لوري سينغر، والتي تعالج الأطفال الذين يعانون من مشاكل ناتجة عن قضاء الكثير من الوقت على وسائل الإعلام الرقمي، أكدت في مقابلة “إن الإستخدام غير المنضبط للإنترنت من قبل الأطفال، يمكن أن يكون له عواقب سلبية بدءا من الإنسحاب الإجتماعي، والمشاكل الدراسية وصولا إلى مشاكل متعلقة بالصحة البدنية والعقلية”.
ما هي مسؤولية الأهل؟
واعتبرت سينغر أن”الآباء القلقين بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم على الشاشات يجب أن يفكروا فيما إذا كان طفلهم ناضجًا بما يكفي للوصول إلى مواقع التواصل”.
وأضافت “إن مجرد بلوغ الطفل عمراً زمنياً معيناً لا يعني أنه مستعد لتسجيل الدخول إلى منصات التواصل الاجتماعي”.
ورأت سينغر أنه”قبل الإنترنت، كان هناك فصل بين الأطفال والبالغين عندما يتعلق الأمر بالمحتوى، وهذا الفصل لم يعد موجودا بنفس الطريقة اليوم”.
وأضافت “عند دخول الطفل إلى موقع مخصص للكبار سيكتفي الموقع بالسؤال، هل تجاوزت الثمانية عشر عاما؟ و سيصبح الموقع متاحا للطفل بمجرد النقر على خانة الموافقة.
واعتبرت انه”يجب توعية الأطفال بالسيناريوهات المحتملة التي قد يواجهونها عبر الإنترنت وكيفية التعامل مع هذه المواقف بشكل أفضل”.
من جهته يوصي مو الملا وهو خبير في التربية الأسرية وأب لطفلين بأن” يخصص الآباء والأمهات يوماً للتخلص من سموم الإعلام الرقمي ولو لمرة واحدة في الأسبوع، يتضمن ذلك إيقاف تشغيل جميع الأجهزة وقضاء اليوم كعائلة في الاستمتاع بصحبة بعضهم البعض.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تحديد المدة الزمنية التي يمكن للأطفال فيها استخدام الإنترنت، فلا تزيد عن ساعتين على سبيل المثال خلال أيام الأسبوع، ولا تزيد عن ساعة واحدة في عطلات نهاية الأسبوع .
ويرى الملا ان”هذا سيساعد في ضمان خروج الأطفال من المنزل والتفاعل مع الآخرين ، بدلاً من إلتصاقهم بالشاشات”.
أما بالنسبة لمرحلة ما قبل المدرسة، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بحدود ساعة واحدة يوميًا لإستخدام الشاشة الرقمية، أو أقل، و يفضل الإبتعاد عنها نهائيا قبل سن الثانية.
إجراءات قانونية للحد من الأضرار
يعمل المشرعون في ولايتي كاليفورنيا ومينيسوتا الأمريكيتين على تشريع يجعل الشركات مسؤولة عن تأثيرات منصاتها على الصحة العقلية للشباب.
ففي ولاية مينيسوتا، صوتت لجنة حكومية مؤخرًا لدفع قانون مقترح يحظر منصات وسائل التواصل الاجتماعي من استخدام الخوارزميات للتوصية بالمحتوى لأي شخص يقل عمره عن 18 عامًا.
ستكون الشركات مسؤولة عن الأضرار وقد تم تحديد عقوبة مدنية بقيمة ألف دولار لكل انتهاك للقانون.
سيسمح مشروع قانون كاليفورنيا للأهل بمقاضاة الشركات التي لا تتخذ خطوات لتجنب إدمان الأطفال.
ستكون المنصات الاجتماعية مسؤولة قانونا عن الميزات المصممة لإدمان الأطفال ، مثل أزرار “أعجبني” والعرض اللانهائي للفيديوهات.
قد يواجه المخالفون عقوبات مدنية تصل إلى 25000 دولار لكل طفل، أو أضرار قد تشمل 1000 دولار أو أكثر لكل طفل في الدعاوى الجماعية”.
إجراءات مستقبلية
يلحظ المشرعون على المستوى الفيدرالي، قانون سلامة الأطفال على الإنترنت الذي تم طرحه حديثًا، وهو مشروع قانون يطلب من منصات التواصل الاجتماعي تزويد القاصرين بخيارات لحماية معلوماتهم الخاصة، وتعطيل ميزات المنتج المسببة للإدمان وإلغاء الاشتراك في التوصيات الخوارزمية.
قال السناتور ريتشارد بلومنثال (D-CT) في بيان صحفي: “هذا الإجراء يجعل سلامة الأطفال أولوية على الإنترنت”.
“لقد خذلت شركات التكنولوجيا الكبرى الأطفال بوقاحة وخانت ثقتها، ووضعت أولوية الأرباح قبل الأمان”
ريتشارد بلومنثال
المصدر : digitaltrends