مهدي عكنان
في ظلّ ما عانتهُ دول العالم من أثار جائحة کورونا على مستوى القطاعات الانتاجية كافة، ومع استمرار المنظمات والحكومات في استخلاص الحلول والحوافز الاقتصادية البديلة، برز قطاع التحول الرقمي كعاملٍ بديلٍ لنهوض المنشآت والشركات الناشئة، وترتب خلق فرص عمل جديدة فضلا عن اعتماد تكنولوجيا مالية موازية ومؤهلة لخدمة الأسواق بنفس المعايير وحتى أفضلها.
عززت دول العالم قدراتها الاستجابية لمكافحة جائحة كورونا من خلال الجمع بين امكاناتها التكنولوجية وتجاربها الطبية، هذا الأمر أدى إلى تسريع وتيرة لجم تداعيات الجائحة من خلال توفير اللقاحات أو معاينات المضاعفات عبر بروتوكولات طبية محددة.
اتخذت الشعوب وعلى اختلاف تصنيفاتها منذ بداية الجانحة سلسلة من الاجراءات لدعم الأنشطة الاقتصادية على انواعها عبر قرارات مختلفة منها إغلاق المتاجر وحركة الملاحة الجوية وتوقف السفر، وبالتالي اضطرت أكبر المنشٱت والشركات الناشئة والمتوسطة إلى إغلاق أسواقها؛ ما ترتب عليه خسائر ضخمة لقطاعات متنوعة. فكان المنقد الوحيد لتلك الشركات في هذه الأزمة هي التجارة الإلكترونية عبر تعزيز آلية: المدفوعات الرقمية، والعمل عن بعد. الأمر الذي حقق أرقاماً غير مسبوقة في انتاجية الفرد وحجم المبيعات. حتى أصبحت المتاجر التقليدية تخطط لتغيير
سياساتها للبيع بالتجزئة بدل تكديس المنتجات والسلع في المستودعات والمصانع.
بلغ نمو المبيعات عبر الهاتف المحمول في العالم نسبة 40 %
المصدر: أ.ت، مارکیتر
أما بالنسبة للدول المتقدمة ومن خلال ما توفرهُ هذه البلدان من دعم للمشاريع الابتكارية – تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التصدي لتفشي هذه الجائحة عبر كشف المتحورات وتزويد المطارات والمرافق العامة بأنظمة تقصي ومراقبة ذكية.
احتلت الولايات المتحدة الأميركية واليابان في العالمين الحصة الذهبية في التجارة الالكترونية
المصدر: النفوغراف.
ساهمت التكنولوجيا في إنشاء منصات وتطبيقات ذكية تقدم حلول متكاملة لإنشاء متجر إلكتروني بشكل سريع، محترف وبرأس مال يكاد يكون رمزياً أو صغيراً.
ولم يكن هناك تكنولوجيا صديقة للأعمال أكثر مما هي عليه الآن، ولعل أفضل ما هنالك أنها تتقدم بوتيرة مطردة وسريعة؛ ذلك بفضل ظهور الأسواق التنافسية وتحسن في نوعية المنصات التجارية وتقنيات الدفع الجديدة التي جعلت الأمور سهلة على جميع الشركات.
لكن رغم كل هذا يبقى القطاع الرقمي معرضاً للعديد من التحديات مثل تزايد حالات السرقة والاحتيال والهجمات الالكترونية، بسبب تردّي البنى التحتية في قطاعي الطاقة والاتصالات.
أين سيذهب العالم بعد الٱن؟