كانت الفترة الأخيرة صعبة جدًا على شركة فيسبوك. حيث بدأت المشاكل بتسريب ملفات خطيرة من الشركة في قضية عرفت باسم Facebook Files، وصولًا إلى توقف جميع خدمات الشركة بشكل كامل لمدة زادت عن ست ساعات.
وقد استمر تسريب الملفات الداخلية للشركة عبر جريدة وول ستريت جورنال لعدة أيام. قبل أن تكشف “كاشفة الفساد” عن هويتها، وهي فرانسيس هاوجن، مديرة المنتجات السابقة في شركة فيسبوك ضمن فريق السلامة المدنية.
وكشفت تلك الملفات عن كيفية تعامل فيسبوك مع الضرر الذي قد تسببه منتجاتها على المستخدمين. وقد أكدت أن الشركة تعرف بالفعل طبقًا لدراسات قامت بها أن شبكة إنستاغرام هي شبكة سامة ومضرة المراهقين، وللفتيات خصوصًا.
وإلى جانب ذلك، كشفت التسريبات حقيقة أن فيسبوك قد تفعل أي شيء في مقابل الحفاظ على مستويات النمو والأرباح الخاصة بها. وفضّلت الشركة هذه العوامل على الحفاظ على الأمن الرقمي والسلامة النفسية للمستخدمين.
وقد نجحت فرانسيس هاوجن في تسريب كم كبير من الملفات السرية قبل مغادرتها للشركة في أبريل الماضي. وذلك يشمل خوارزميات الشركة لعرض المحتوى الذي يثير تفاعل المستخدمين حتى ولو كان محتوى ضار. وصولًا إلى الدراسات التي أجرتها فيسبوك ومن ثم حافظت عليها طيّ الكتمان نظرًا لنتائجها السلبية.
فساد فيسبوك ينكشف
أوضحت السيناتور أيمي كلوبوشار أنها تركّز ضمن جلسة الاستماع الخاصة بهاوجن على أمر محدد وهو كيفية تحقيق فيسبوك للربح في ظل تساهلها في الأمن الرقمي للأطفال والمراهقين خصوصًا.
وقد صرحت هاوجن سابقًا أن الشركة الأمريكية تركز بشكل تام على تحقيق الأرباح حتى لو اضطرت لعرض محتوى مضر للأطفال والمراهقين. وذلك لأن المنصة تعتمد على مستويات التفاعل بين المستخدمين كعنصر أساسي من عناصر استدامة المستخدمين.
ومن المتوقع أن تتعرض الشركة لعقوبات قانوينة في الفترة المقبلة، وأن تبدأ القضايا الرسمية وجلسات الاستجواب للمسؤولين عن هذه المشاكل. علمًا أن الكونجرس الأمريكي قد أوضح خططه لاستكمال التحقيق في تصريحات هاوجن من ناحية، ومعاقبة فيسبوك من ناحية أخرى.
وقد بدأت التحركات في الظهور من طرف الجهات الجمهورية والديموقراطية داخل الولايات المتحدة الأمريكية. وجميع المؤشرات تشير إلى أن الشركة ستتعرض لمشكلات كبيرة في الفترة المقبلة خصوصًا لأن المستندات التي سربتها هاوجن هي مستندات رسمية من داخل الشركة.
ويحدث كل هذا في ظل المشكلة الأخيرة التي تمحورت حول تطبيق واتساب وكيفية تقويضه لخصوصية المستخدمين. كما أن منصة إنستاغرام لم تسلم في الآونة الأخيرة من الاتهامات التي تؤكد تضرير المنصة للمراهقين وصغار السن والتركيز على المحتوى المثير للاهتمام بدلًا من المحتوى الفني أو التثقيفي.
المصدر : tech3arabi