عقد الإتحاد العربي للانترنت والإتصالات ARISPA بالتعاون مع الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات التابع لجامعة الدول العربية، المؤتمر الإقليمي الأول حول “فرص وتحديات الأمن السيبراني الحديث”، في فندق “لو رويال” – ضبيه.
حواط
وتحدث في الافتتاح وزير الإتصالات في حكومة تصريف الاعمال طلال حواط، فرحب بكل “المشاركين الذين أتوا من مختلف الدول العربية”، شاكرا “كل من ساهم في تحضير هذا المؤتمر الذي جمع العقول التكنولوجية”، وقال:”نتحدث اليوم عن الامن السيبراني وعن الداتا وانترنت الاشياء والعالم الذي تحول الى قرية صغيرة، انما اضافة الى ذلك هناك مسألة الهجمات الالكترونية. ان الأمن السيبراني أمر بالغ الأهمية ومعالجة التهديدات السيبرانية ضرورة ملحة للوقاية منها، إذ أصبحت الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية أكثر تعقيدا وتعطيلا وبشكل متزايد، مما تسبب في إغلاق الأنظمة أو تعطيل العمليات أو ببساطة تمكين المهاجمين من التحكم عن بعد في الأنظمة المتأثرة”.
ولخص حواط مسألة الامن السيبراني بثلاث نقاط:
“1- التوفر، اي يجب أن تكون المعلومات المحفوظة متاحة فقط للأفراد المصرح لهم.
2- النزاهة، اي يجب منع التغييرات غير المصرح بها.
3- السرية، اي يجب أن يكون لدى المستخدمين المصرح لهم حق الوصول إلى معلوماتهم لأغراض مشروعة”.
وقال: “إذا أردنا بناء شبكة انترنت علينا الانتباه الى ضرورة بناء شبكة الامن السيبراني للشبكة وسحابة الانترنت والانظمة والتطبيقات والمستخدمين. المستخدمون بحاجة الى داتا والإنترنت، ولكن السؤال المطروح هل نعلم اين تذهب هذه المعلومات ومن يهتم بمراكز إرسالها، ومن يحميها وكيف يمكننا حمايتها، وكيف نعمل نحن كدولة لحماية قاعدة بياناتنا؟ وهل بياناتنا محمية؟”.
أضاف: “السؤال يطرح ايضا على الدول العربية، هل ان قاعدة بياناتها محمية؟ وهل هذه الدول تتعاون في ما بينها لحماية تلك البيانات؟ يتحدث الجميع عن اهمية التحول الرقمي في كل القطاعات، ولكن الأهم هو ماذا نفعل لحماية شبكاتنا؟ هل نحن نستثمر بما يكفي لحمايتها من الهجمات الالكترونية وبالتالي حماية المستخدمين والبيانات؟ او اننا نلجأ الى التوسع من دون الأخذ بالاعتبار موضوع الامن السيبراني؟”.
وتابع: “لدينا العناصر البشرية الكفوءة جدا على كل الصعد للقيام بمهمة حماية قاعدة بياناتنا في لبنان وفي كل الدول العربية، انما علينا الاستثمار اكثر في هذا المجال وبالتالي تحصين الامن السيبراني”.
وختم: “علينا العمل يدا بيد جماعيا والتعاون في ما بيننا وخلق شبكة تواصل تضم نخبة من المختصين حيث يتم جمع كل بيانات الهجمات الالكترونية وايجاد الحلول لها”.
بكور
بدوره، قال رئيس الاتحاد العربي للاتصالات والانترنت فراس بكور: “نظرا إلى الظروف التي مرت بها بلدان العالم أجمع وما زالت، من حيث انتشار وباء الكورونا وما سببه ذلك من مضاعفات سلبية ونتائج كارثية على الكثير من دول العالم في مختلف مناحي الحياة، نجد أنفسنا مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالعمل على تأمين البنى التحتية لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتطبيقات الأساسية في بلداننا بما يؤمن استمرارية الحياة عن بعد سواء العمل أو التعلم أو تقديم الخدمات الحياتية الأساسية في مثل تلك الظروف”.
أضاف: “إننا في الاتحاد العربي للانترنت والاتصالات نؤمن بالعمل العربي المشترك وما يمكن أن يحققه لبلداننا من تطور ونمو ورفعة وسمو بين الأمم، ونرى أنه قد آن الأوان إن لم يكن قد فات لتشجيع الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتقديم المزايا والمغريات للمستثمرين للدخول فيه، وتحويل المبادرات المحلية إلى مبادرات عربية مشتركة تأخذ دورها ضمن المبادرات العالمية”.
وتابع: “لا نستطيع أن ننكر مدى تغير المفاهيم وتطور التكنولوجيا وتسارع الابتكارات وظهور ما لم نسمع عنه قبلا، ولكننا يجب أن نعلم تمام العلم أن هذا التيار إن لم نحسن الاستفادة منه في الوقت المناسب فلن يكون له نفع بعد ذلك”.
وأشار الى أن “الانترنت أضحى من أهم أدوات التطور والتطوير في الحياة، وأي أفكار أو أفعال تنقص أو تحد من انتشاره وجدواه ستكون كمن يطلق على نفسه رصاصة الرحمة وينتحر”.
وأعلن بكور عن “إطلاق المبادرة العربية للتحول الرقمي، رغبة من الاتحاد بأن يأخذ الدور المنوط به في عملية التحول الرقمي في المنطقة العربية بشكل فاعل وعملي وليس فقط بالشعارات والكتابات، لتكون تحت مظلة جامعة الدول العربية وبالتعاون مع الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبالمشاركة مع كل المنظمات والاتحادات العربية ذات الصلة والتي تؤمن بضرورة تسريع التحول الرقمي في المنطقة العربية وتحسين حياة المواطن في منطقتنا”.
والي
ولفت الوزير المفوض في جامعة الدول العربية خالد والي الى أن “العصر الحالي هو عصر الاقتصاد الرقمي، ويعود الاهتمام الكبير بهذا التحول الرقمي لما حققته التطورات التكنولوجية من نقلة كبيرة ليس فقط في الدول المتقدمة، وإنما في الدول الناشئة أيضا”.
وقال: “العالم شهد ظروفا عصيبة وتحديات جمة على مدار الأشهر الماضية عقب ظهور جائحة كورونا ما شكل منحى جديدا لخارطة المعاملات الإنسانية لتصبح التكنولوجيا حجر الزاوية في إدارة الأعمال وتسيير المعاملات، وهو الأمر الذي ظهرت آثاره جلية على تزايد اهتمام المواطنين نحو اللجوء إلى المعاملات الإلكترونية وبالتالي ارتفاع نسب استخدام الخدمات الرقمية والحصول على الخدمات الحكومية والمالية عن طريق خدمات الانترنت، ما يشير إلى أن التكنولوجيا لم تعد للرفاهية فقط بل أيضا أصبحت شريكا رئيسيا في إدارة الأزمات على مستوى العالم. كذلك شهد سوق التجارة الإلكترونية العالمية انتعاشا خلال تداعيات تفشي فيروس كورونا حيث أفضت الإجراءات الصحية التي اتخذتها العديد من الدول لمواجهة الأزمة إلى تحول المستهلكين للشراء عبر الإنترنت، وبالتالي زيادة المبيعات في المنصات التجارية العالمية، وزيادة الطلب على الخدمات الإلكترونية”.
أضاف: “الاقتصاد الرقمي يؤثر على جميع أهداف التنمية المستدامة، كما أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالعديد من التقنيات الحدودية التي تغذيها البيانات، ما يتطلب ضرورة تطوير البنى التحتية، وإتاحة توصيلية الانترنت ونشر الخدمات الرقمية في كافة أنحاء دولنا العربية، وعلى ضرورة استخدام الأنظمة الذكية والتكنولوجيات المتطورة. وهنا يتوجب تعزيز إطار الطمأنينة الذي يشمل أمن المعلومات والشبكات وحماية البيانات والخصوصية وإصدار قوانين وتشريعات تجرم اختراق الشبكات كشرط أساسي لتنمية مجتمع المعلومات وبناء الثقة بين المستخدمين، ووضع منظومة تشريعية لحماية البيانات الشخصية لرفع مستويات أمن البيانات، وتنظيم عمليات نقلها عبر الحدود وكذلك أنشطة التسويق الإلكتروني، لاكتساب ثقة المواطن العربي في التعامل مع هذه الخدمات”.
وتابع: “تولي جامعة الدولة العربية قضية الأمن السيبراني اهتماما خاصا، فهناك تعاون مع كل من الصين وروسيا في هذا المجال لتبادل الخبرات وفتح أسواق جديدة وقريبا مع الاتحاد الاوروبي، فقد باتت هذه القضية محورا رئيسا للدراسات الأمنية، في ظل التسارع الكبير والمتزايد نحو اقتصاد قائم على شبكة الإنترنت والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء. فالحكومات والشركات تواجه صعوبة بالغة في تحمل التبعات المصاحبة للتوجه نحو الاستثمار بتقنيات غير فعالة لرصد تحديات أمن المعلومات والشبكات، في وقت يتنامى فيه الاعتماد على قطاع نظم المعلومات والشبكات الذي يواجه العديد من الأخطار، لا سيما وأن الهجمات الإلكترونية لم تعد مقتصرة على المخربين وقراصنة الإنترنت، بل تتم الآن من خلال حروب إلكترونية تتبناها جماعات منظمة لتحقيق أهداف تنافي كافة المعاهدات والأعراف الدولية وتعمل على نزع الثقة في التعاملات الرقمية”.
وختم: “إن نجاح دولنا العربية في التحول إلى الاقتصاد الرقمي يحتاج إلى تفعيل الاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات وجزء منها الامن السيبراني، من أجل الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحد من خطر الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والدول النامية، فقد أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى خطورة اتساع هذه الفجوة التي سينتج عنها تهميش الدول غير المعلوماتية واقتصادها من الاقتصاد العالمي”.
كلمات
كما كانت كلمات لكل من رئيس المكتب العربي الاقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات عادل درويش والمدير العام ال CNDP في المغرب عمر سيدوشتي والمدير العام للمنظمة العربية للمعلومات والاتصالات محمد بن عمر ورئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري اسماعيل بن الغفار، شددوا فيها على “ضرورة الافادة من تطور التكنولوجيا وتسارع الابتكارات والتركيز على المؤشرات الواجب اعتمادها من أجل قياس الإقتصاد الرقمي، والتي تشمل البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات”.
وأملوا ان يكون “هذا المؤتمر داعما للباحثين العرب وعاملا لزيادة وعي المجتمعات والمؤسسات والافراد بأهمية الامن السيبراني وتطوير طريقة تعاملهم مع تكنولوجيا الامن السيبراني ولا سيما أن ارتكاب الجرائم الالكترونية كان حتى وقت قريب يقتصر على أفراد أو مجموعات صغيرة، لكن مع اتساع شبكات الانترنت أصبحت هذه الجرائم أكثر تعقيدا وانتشارا إذ تمكنت من إلحاق أضرار كبيرة بالحكومات والشركات والمؤسسات”.
الجلسات
ثم بدأت الجلسة الاولى بعنوان “التحديات العالمية للامن السيبراني” أدارها رئيس جمعية الانترنت في لبنان غبريال ديك، وتحدث فيها رئيس هواوي لمنطقة شمال افريقيا عدنان بن حليمة والمدير الاقليمي لمنظمة الشرق الاوسط لشركة GSMA جواد عباسي والمدير التنفيذي لشركة SAMENA بوكار با.
وتمحورت الجلسة الثانية حول “الامن السيبراني في المنطقة العربية: تجارب وحلول”، أدارها المدير التنفيذي لشركة POTECH في لبنان طوني فغالي، وتحدث فيها المدير العام لشركة ANSI محمد نوفل الفريخة والمستشار في الامن السيبراني في الاردن محمد الخضري ومدير الاتصالات الاقليمي RIPE – NCC شفيق شيا.
وعقدت الجلسة الثالثة بعنوان “من اجل سياسة عربية لصناعة الامن السيبراني”، أدارها الخبير والمستشار الاول في الاتحاد العربي للانترنت والاتصالات علي عبد علي، وتحدث فيها الخبير في الامن السيبراني من هواوي – السعودية ابراهيم الشمراني والمستشار والخبير في الامن السيبراني باسل الخشي وخبيرة الاتصالات ديانا بو غانم.
أما الجلسة الاخيرة فحملت عنوان “الاطار القانوني للامن السيبراني في المنطقة العربية”، وأدارها عضو لجنة الحوكمة في مجتمع الانترنت في لبنان شربل شبير، وتحدث فيها المنسق الوطني لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات في لبنان لينا عويدات ورئيس نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اليمنية محمد الرياشي ورئيس لجنة الحوكمة في مجتمع الانترنت في لبنان ISOC شربل قارح.