من المعروف أن فيسبوك من المنظمات الرأسمالية العملاقة في العالم، والتي تتم محاربها من الجميع الجهات بهدف التقليل من قيمتها السوقية، وقتلها مع الوقت، وهذا ما شرعت فيه أبل بالفعل منذ فترة قصيرة بأنظمة الخصوصية الجديدة التابعة لها. إلا أن العملاق الأزرق لم سيقط بعد، ويبدو أنه سيرد الصاع صاعين لأبل، ويضربها في مقتل؛ وبالتحديد في أهم الأجزاء الحيوية في جسدها الإلكتروني: الساعات الذكية!
مؤخرًا وردت إلى منصّة VERGE أنباء عن شخصين من داخل شركة فيسبوك نفسها، قررا فجأة أن يصرحا عن ما يقوم به مارك بداخل مكاتبه الاستشارية، وما يقوم به المهندسون في مكاتبهم التصميمية. حسب التصريح غير الرسميّ من مصادر المنصّة، فإن فيسبوك تقوم حاليًّا بالعمل على ساعة ذكية مثيرة للانتباه فعلًا، على أن يتم تدشينها في صيف عام 2022. كما سرد المصدران الكثير من التفاصيل الخاصة بالساعة نفسها، وهي تفاصيل تقنية ستجعل ساعة العملاق الأزرق مختلفة تمامًا عن ساعة أبل، أو أي ساعة ذكية أخرى في السوق العالمية.
من المتوقع أن تحصل الساعة على كاميرتين، الأولى في المقدمة وتستخدم من أجل مكالمات الفيديو، وجودتها ضعيفة بعض الشيء مثل أي كاميرا أمامية لأي هاتف. والثانية في الخلف (تظهر عند نزع الساعة من إطارها المعدني) لتستخدم للتصوير بجودة 1080p وبتقنية Auto-Focus أيضًا. كما أن الشركة تتواصل مع المصنعين من الأطراف الثالثة لعمل اكسسوارات خاصة للساعة فقط مثل حقيبة ظهر وعلبة حمل خاصة، وحتى الآن لا توجد تفاصيل أخرى. وبالنسبة للحقيبة، فتعتقد أراجيك أنها سوف تحتوي على مساحة معينة للصق الساعة عن طريق القوة المغناطيسية، أو بوجود حزام جلديّ معين لوضعها، مثلما فعلت أبل مع أقراص Air Tag الصغيرة التي أصدرتها في الأسابيع الأخيرة.
خطوة تقديم ساعة ذكية من فيسبوك هي خطوة تجاه المستهلك أخيرًا، بعد أن كانت سياسة الشركة بالكامل معتمدة على أخذ بيانات المستهلك وبيعها للمعلنين. يبدو أن مارك عندما وجد تيم كوك (رئيس أبل) يضرب شركته بقوة مستغلًا حقيقة الإعلانات تلك، قرر بالتبعية أن يقلد أبل نفسها ويصنع لنفسه الـ Eco-System الخاص به، وربما هذا يرفع من ثقة المستخدم مرة أخرى في فيسبوك، ويكون مستعدًا لضغط (أجل، أسمع بتعقب هذا التطبيق لبياناتي) على أجهزة أبل التي يمتلكها، كنوع من أنواع الإقناع الباطني. وإذا تركنا المخططات المالية جانبًا (والتي هي جزء لا يمكن غض الطرف عنه في المعادلة)، سنجد أن الساعة الجديدة ثورية فعلًا، وتسمح للمستخدم بالتعامل معها كهاتف متنقل، ومن المتوقع أن تحقق رواجًا لدى الذين ملُّوا من حمل هواتف ذكية دائمًا في جيوبهم، والآن حان وقت المعاصم!
إذا استطاعت الساعة الجديدة فعلًا الاستشراء في الأسواق، سوف تستبدل الهواتف المحمولة بالتدريج. حتى أنه يمكن أخذ صور ومقاطع فيديو بالساعة نفسها ونشرها مباشرة على فيسبوك وانستجرام وكوكبة تطبيقات الشركة التي اشتراها مارك خلال الأعوام الأخيرة كجزء من خطته الاحتكارية لعالم البرمجيات المحمولة.
الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي تقرر فيها فيسبوك أن تدخل في عالم صناعة الهاردوير بشكلٍ عام على مستوى العالم، بل كانت هناك محاولات لصنع أعمال أصلية سابقًا لكن لم ترَ النور حتى الآن، وبعض الشراكات الرسمة التي رأت النور فعلًا لاحقًا. وأهم الشراكات كانت مع شركة Oculus الشهيرة لأجهزة الواقع الافتراضي – VR. حيث تم إصدار النسخة المتوسطة من نظارة أوكيولوس الشهيرة مع شعار فيسبوك بالأعلى مطبوعًا عليها، لكن من الناحية الأخرى صدرت النظارة مع العديد من التعقيدات التي تجبر المستخدم على تسجيل الدخول بحسابه على فيسبوك من أجل استخدامها، وهذا شيء تسبب في عدم بيع النسخة بالقدر المطلوب على الإطلاق.
سواء اختلفت أو اتفقت مع سياسة مارك في إدارة الشركة؛ إن خطوة الساعة الذكية تلك تعتبر “ذكية” فعلًا من العملاق الأزرق في مواجهة التنكيل من أبل.
المصدر : tech 3arabi