Site icon Unboxing MENA | انبوكسينغ مينا

الفضائح تتوالى.. هل فيسبوك بحاجة إذن للحصول على بياناتك من واتساب وهي الشركة المالكة له؟

هل تحتاج فيسبوك لإذن للحصول على بياناتك من واتساب وهي الشركة المالكة له؟.. سؤال تنكشف إجابته في رحلة الاستحواذ على واتساب.

فبخطوات هادئة وناجحة قطع تطبيق واتساب مشوارا حافلا بالمكاسب على مدار 12 عاما، قبل أن تنفجر قنبلة تحديث سياسة الخصوصية.

الأمور مضت على ما يرام طوال هذه السنوات، حتى تبدلت الأحوال الأسبوع الماضي بطلب واتساب من مستخدميه البالغ عددهم حوالي 2 مليار حول العالم، الموافقة على شروط استخدام جديدة تتيح للتطبيق تشارك مزيد من البيانات مع “فيسبوك” المالكة للتطبيق.

التعديلات تتطلب من المستخدمين الموافقة على السماح بمشاركة المزيد من بيانات مستخدميه مثل رقم الهاتف واسم الملف الشخصي وبيانات الاتصال والمعاملات المالية مع فيسبوك، وذلك قبل الثامن من فبراير المقبل، وإلا لن يكون بوسعهم استخدام التطبيق بعد هذا التاريخ.

من أين بدأت القصة؟

بدأ تطبيق واتساب مشواره في 2009 على يد كل من جان كوم وبريان أكتون كتطبيق دردشة آمن وخالٍ من الإعلانات، وكان ذلك كافيا لجذب الملايين من المستخدمين في فترة وجيزة.

وكان التطبيق على موعد تاريخي في عام 2014 عندما استحوذت عليه شركة فيسبوك مقابل رقم ضخم بلغ 19 مليار دولار، وهو ما يوحي بأن شركة التكنولوجيا العالمية تستهدف الاستثمار بقوة في التطبيق وجني أرباح من ورائه.

ولم يمض سوى 4 سنوات من تاريخ الاستحواذ حتى استقال جال كوم أحد مؤسسي واتساب، على اعتراضه على استخدام بيانات المستخدمين في استهداف الإعلانات.

وبالفعل اتخذت شبكة التواصل الاجتماعي خطوة بالغة الأهمية في 2008 حين أطلقت خدمة “واتساب بيزنس” التي تسمح للمستخدمين بالدردشة مع الشركات حول المنتجات أو إجراء عمليات شراء مباشرة في بعض الحالات.

وفي غضون عام بات هناك ما يربو على 50 مليون شركة تستخدم الخدمة الجديدة للتواصل مع عملائها.

الضبابية وماكينة الأرباح

وجود عشرات الملايين من الشركات المستخدمة لـ”واتساب بيزنس” تعني أن هناك مجالا واسعا لتحقيق مزيد من الأرباح، إذ تم زيادة عدد العملاء المتعاملين مع الخدمة.

من هنا أحاطت الضبابية بشأن التحديثات الأخيرة، فتطبيق واتساب يقول صراحة إن هذا التحديث يتعلق فقط بمستخدمي “واتساب بيزنس” البالغ عددهم 40 مليون مستخدم نشط شهريا.

ولكن على الجانب الآخر.. ماذا سيحدث مع بيانات قرابة ملياري مستخدم آخر للتطبيق؟ أو هل يحتاج فيسبوك لإذن؟

الإجابة لا، خاصة أن التحديث قام بشكل واضح بإلغاء خيار يسمح للمستخدمين بعدم مشاركة بياناتهم مع فيسبوك، حيث حذف عبارة ضمن سياسات الخصوصية تقول إذا كنت مستخدما حاليا فيمكنك اختيار عدم مشاركة معلومات حسابك مع فيسبوك لتحسين إعلاناتك وتجارب المنتجات”.

وبحسب “بلومبرج” فإن أزمة مشاركة البيانات تعود إلى أغسطس/آب 2016، حين طرح واتساب تحديثا لسياسة الخصوصية، حيث تسمح له بمشاركة بيانات المستخدمين مع فيسبوك، ولكن آنذاك منح المستخدمين 30 يوما لرفض مشاركة بياناتهم.

ويضيف أن مسؤولين بالتطبيق أكدوا أنه طوال هذه السنوات يتم مشاركة بيانات المستخدمين مع فيسبوك، ما يعني أن التحديثات الأخيرة لن تؤثر على ممارسات واتساب الحالية، أي أنها مجرد توفيق أوضاع لتصحيح ممارسات سابقة لم تتسم بالشفافية.

وفي ضوء ذلك يحصل فيسبوك على بيانات مثل رقم الهاتف وشبكة المحمول المستخدمة وعناوين بروتوكولات الإنترنت ونظام التشغيل واللغة وحالة البطارية.

ولكن على الجانب الآخر، يؤكد تطبيق واتساب أن المحادثات آمنة تماما، حيث إن الرسائل والصور ومقاطع الفيديو محمية بميزة التشفير الطرفي، التي لا تسمح لأحد بالاطلاع على المحادثة سوى طرفيها.

تأجيل طرح أعمال جديدة

وفي ظل ردة الفعل العنيفة للمستخدمين ضد تعديل سياسة الخصوصية ومشاركة البيانات، أعلن تطبيق واتساب عن تأجيل طرح خصائص جديدة ترتبط بالأعمال.

وحدد التطبيق موعدا مستهدفا جديدا هو 15 مايو/أيار لإطلاق الأدوات المرتبطة بالأعمال، وسيتواصل مع المستخدمين بشكل تدريجي لمراجعة التغييرات في السياسة.

النزوح إلى سيجنال

ومنذ إعلان واتساب عزمه مشاركة البيانات مع شركته الأمّ، تصدر تطبيق المراسلة “سيجنال” قائمة التطبيقات الأكثر تحميلا على متجري “أبل ستور” و”جوجل بلاي” في بلدان عدة.

ومنذ إبداء مستخدمين كثر لواتساب عبر شبكات التواصل الاجتماعي نيتهم النزوح إلى سيجنال، على غرار رئيس تسلا إيلون ماسك، يتربع التطبيق المجاني على رأس قائمة التطبيقات الأكثر تحميلا في الهند وألمانيا وفرنسا وأيضا في هونج كونج، حسب ما ذكرت سيجنال عبر تويتر.

بينما سجل تطبيق تليجرام ارتفاعا ضخما في عدد مستخدميه بنسبة تصل إلى 500%، وفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية.

وتقول الصحيفة، إن تليجرام شهد ارتفاعا بعدد مستخدميه خلال 72 ساعة فقط، بانضمام ما يصل إلى 25 مليون مستخدم جديد، من الهاربين من استخدام واتساب.

أزمة جديدة مع غوغل

مع أزمة الخصوصية لدى تطبيق “واتساب” الشهير للتراسل، وعزمه مشاركة البيانات مع شركته الأمّ فيسبوك، ظهرت شكاوى جديدة عن انتهاك آخر لبيانات المستخدم في دول عدة.

هذه المرة تظهر المخاوف من خدمات Whatsapp Web على سطح المكتب لأجهزة الحاسوب المكتبية، إذ تدور الشكاوى حول مزاعم بأن “واتساب” يكشف الأرقام المسجلة بهواتف المستخدمين على فهرسة البحث من جوجل، في حال استخدموا التطبيق على أجهزة الحاسب الآلي المكتبية.

تطبيق واتساب البالغ عدد مستخدميه حول العالم حوالي 2.2 مليار مستخدم، كان قد أرجأ تعديل شروط خدمة التطبيق عقب احتجاجات المستخدمين.

نشأت موجات نزوح محمومة إلى تطبيقات تراسل أخرى شبيهة، بعد أن أجبر “واتساب” المستخدمين على الموافقة على تشارك مختلف بياناتهم مع فيسبوك، وإلا سيحذف حسابهم اعتبارا من 8 فبراير المقبل، لكن التطبيق تراجع وقال إن المهلة ستكون حتى مايو المقبل، ولن يحذف الحسابات غير الموافقة على سياسته الجديدة لحماية خصوصية بيانات المستخدمين.

وفي خضم موجات النزوح لتطبيقات أخرى من أفراد ومؤسسات حول العالم، دخلت حكومات على خط الأزمة، والتي رفضت الرضوخ لسياسات الخصوصية وفتحت هيئاتها التقنية تحقيقات في طبيعة تلك السياسات الجديدة، وقامت بنقل حسابات هيئاتها الرسمية إلى تطبيقات أخرى شبيهة.

ووسط تصاعد الانتقادات واتساع رقعتها عالميا، تعهد “واتساب” ببذل جهود أكبر لتوضيح المعلومات الخاطئة بشأن سياسة الخصوصية والأمن الجديدة، مؤكدا أن التحديث الأخير يوفر شفافية أكبر حول طريقة جمع البيانات واستخدامها، وأن التحديث الأخير لا يوسع قاعدة مشاركة البيانات مع فيسبوك.

العين الإخبارية

Exit mobile version