بعد النجاح الكبير لمؤتمر تكنولوجيا التربية EdTech الذي نظمته جمعية المعلوماتية في لبنان PCA قبل شهر ونصف، ها هي اليوم تطلق مؤتمرها الثاني الافتراضي بعنوان: Opportunities & Challenges of Modern Cyber Security ” فرص وتحديات الأمن السيبراني الحديث”.
وشارك في الجلسة الافتتاحية رئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات النيابية، الوزير السابق النائب نقولا صحناوي ورئيس الجمعية كميل مكرزل.
وعقد المؤتمر أربع جلسات شارك في إحداها النائب السابق نديم الجميل، ناقش فيها خبراء واختصاصيون في قطاع المعلوماتية، التحديات العالمية للتهديدات السيبرانية، والاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، والإطار القانوني المعتمد في لبنان، وخلص فيها المؤتمر إلى أهمية التحوّل الرقمي كخشبة خلاص وداعم اساسي لاقتصاد الدولة والشركات والأفراد.
مكرزل
بداية، استهلّ المؤتمر بكلمة ترحيبية لرئيس جمعية المعلوماتية في لبنان كميل مكرزل، قال فيها: ” أما اليوم، فسنستعرض معكم بعض الأفكار، التحديات، الحلول والفرص من خلال مؤتمر: Opportunities & Challenges of Modern Cyber Security ” فرص وتحديات الأمن السيبراني الحديث”.
ولفت مكرزل إلى أنّ من أهم أهداف جمعية المعلوماتية المهنية هو حماية الشركات والمؤسسات العامة والخاصة في لبنان، من التهديدات التي قد تطالها عبر قراصنة المعلوماتHackers، والجريمة السيبرانية CyberCrime، وأضاف قائلاً: “في حين نسمع كل يوم حوادث من هذا النوع، فالقراصنة ينشطون ويتطورون ويبتكرون كل يوم أساليب جديدة للخروقات، لذا علينا نحن أيضاً أن نتطور ونطوّر دفاعاتنا عبر فرص أعمال جديدة لمواجهة الأخطار، من خلال تطبيق الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني”.
وأشار مكرزل إلى جلسات ومحاور المؤتمر الذي تضمن 4 جلسات:
الجلسة الأولى تتمحور حول التحديات العالمية للتهديدات السيبرانية.
الجلسة الثانية، عرض الشركات اللبنانية المشاركة في المؤتمر، بعض الحالات Case Studies والحلول التي قدمتها في التصدّي للخروقات.
الجلسة الثالثة، عرض ومناقشة الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني.
الجلسة الرابعة والأخيرة، شرح الخبراء للإطار القانوني المعتمد في لبنان، يليها حوار مفتوح للأسئلة والأجوبة.
وأشار مكرزل إلى أن الجمعية وبرغم الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، ستواصل تحدياتها لكل العوامل القاهرة، وستبقى سائرة في طريق الحداثة والمعاصرة لبناء مجتمع رقمي نموذجي، أسوة بكافة البلدان المتطورة.
وختم مكرزل كلمته شاكراً كل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر الافتراضي، مقدّماً النائب نقولا صحناوي، رئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات في البرلمان اللبناني، الداعم الأكبر لقطاعي المعلوماتية والاتصالات.
صحناوي
بدوره، شدّد صحناوي على أهمية تكنولوجيا المعلومات في لبنان، خاصة في ظلّ ما يعانيه البلد منذ سنة ونصف السنة، بل يُعتبر من أهم المواضيع، لأنه يؤسس للاقتصاد المنتج والداعم الأساسي للقطاعات الانتاجية، وقد تبيّن في ظلّ جائحة كورونا المستجد، أنّ تكنولوجيا المعلومات هي خشبة الخلاص للأجيال، ولمواصلة تعليمهم وأعمالهم، ما يفرض علينا طرح سؤال مهم: أي لبنان نريد، ما بعد الأزمة، وما هو النموذج المطلوب، هل نريده بلداً زراعياً، صناعيا، بلداً للخدمات أو نريده منصة رقمية إقليمة وعالمية؟.
وأكد أن الجواب يمكن الاتفاق عليه مع الكثيرين، وخاصة من قبل المشاركين في هذا المؤتمر، بأنّ لبنان مؤهل لأن يكون منصة رقمية، ما يتطلب منا الجهد والمثابرة والإصرار لإنجاحه والوصول إلى هذا المصاف. فيما المطلوب إحالة مسؤولية الإجابة على هذا السؤال إلى المسؤولين في الدولة، كالكتل النيابية والوزراء في الحكومة، وتوصلهم إلى صيغة للعمل عليها، ووضع رزمة من القوانين والقرارات، وتوفير البنى التحية اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
وأشار صحناوي إلى أنّ لجنة تكنولوجيا المعلومات سوف تحضّر رزمة من القوانين لطرحها على اللجان النيابية والهيئة العامة في المجلس النيابي، وفي حال تمّ إقرارها، نكون قد أنجزنا الشقّ التشريعي، الذي يبقى ناقصاً لأنه يحتاج إلى شقين أساسيين مكمّلين، وهما التخطيط والتنفيذ المتعلقين حصراً بمسؤولية الحكومة.
كما أشار أنه قد أنجز إعداد فهرس بالقوانين المقدمة من قبل لجنة تكنولوجيا المعلومات حيث أقرها المجلس النيابي، فيما لا تزال بحاجة إلى مراسيم تطبيقية، بالإضافة إلى مسودات قوانين قيد التحضير ولم تقدّم بعد كمشاريع قوانين. ووعد بأنه سيعمل على نشر معلومات بكافة القوانين المقدمة من قبل اللجنة، مشيراً إلى حق المواطن في الاطلاع عليها ومتابعة مسار كل قانون بقانونه، وأين حل بعد تحويله للحكومة.
وأكد صحناوي على أهمية المسؤولية الفردية ووعي المجتمع ومدى تأثير الأمن السيبراني على اقتصاد البلد ككل، وعلى الشركات والأفراد، وخطورة قرصنة المعلومات، ما يستدعي وضع خطة ومنصة لحماية البلد والاقتصاد. واعتبر أن التحوّل الرقمي هو الخلاص للمجتمع والشركات والأفراد، وعلينا أن نعمل على النجاح بتطبيقها، كل من موقعه، ما يرتّب دوراً ومسؤولية هامة على شركات المعلوماتية والمساعدة في نشر الوعي ونقل الخبرات، مشدداً على حاجة البلد إلى خلق بنى تحتية موازية، في ظل ما يعانيه لبنان من مشاكل مالية واقتصادية.