ينتشر في الآونة الأخيرة شكل جديد من التحرّش يهدد المراهقات الصغيرات، يستفيد من العالم الرقمي سريع التطور الذي تعيش فيه المراهقات اللواتي يتعاملن مع تفاصيله بشكل يومي. أشارت بيانات إحصائية إلى أنّ الفتيات المراهقات اللواتي تتراوح أعمارهنّ ما بين 11 إلى 13 عاماً، يتعرّضن بشكل متزايد للخداع والإغواء والإكراه على القيام بأعمال غير لائقة أمام كاميرات الإنترنت الخاصة بهنّ.
وقالت مؤسسة مراقبة الإنترنت إنّ أغلبية صوَر السلفي غير اللائقة التي وجدتها خلال بحثها على شبكة الإنترنت كانت صوراً لفتيات مراهقات في هذه المرحلة العمرية.
وخضعت 37 ألف صورة، العام الماضي، للبحث الذي تقوده المؤسسة، واتّضَح أنّ حوالى الثلاثين ألفاً منها كانت لمراهقات في نفس العمر. وأوضحت المؤسسة انّ عدد الحالات ينمو بمعدل يُنذر بالخطر.
إستخدام الإطراء
وبيّنت المؤسسة انّ الضحايا أصبحوا مؤخراً من الفتيات الأصغر سناً، وذلك بسبب سهولة وصولهنّ إلى كاميرات الإنترنت من هواتفهنّ في غرف نومهنّ. وأضافت أنه في هذه المرحلة العمرية، تكون الفتيات ضعيفات بشكل كبير ولم ينضجن عاطفياً لفهم ما يجري، لذلك عندما يطلب منهنّ القيام بشيء معيّن فإنهنّ يمتثلن لذلك.
التهديد والإبلاغ
يلجأ المحتالون إلى الطلب من المراهقات إرسال صور جريئة لهنّ عبر الإنترنت بغية التوظيف في مجالات مُغرية، مثل عرض الأزياء أو التمثيل.
وبعد إرسال الصور يجبر المحتالون المراهقات على إرسال المزيد من الصور تحت التهديد بنشر الصوَر الأولى إذا لم يمتثلن لِما طلب منهنّ. وحَثّت المؤسسة المراهقات أن يبلغن عن أي تهديد يتعرّضن له بسرعة للجهات المعنية، وهو الأمر الذي يتم التعامل معه في جميع البلدان بسرعة وسرية تامة.
دور الأهل
أكدت المؤسسة على أهمية دور الأهل في تثقيف أولادهم وتشجيعهم على تحمّل المسؤولية، وخاصة الإبلاغ عن أي تهديد يتعرضون له، لأنّ ذلك يساهم في حمايتهم وفي الحد من الجريمة، وإزالة المحتوى غير اللائق من الانترنت. والأهم من ذلك أنه يُقلّل من الضرر الذي قد يلحق بالضحايا، في ظل تزايد كمية المحتوى غير اللائق الذي تظهر فيه المراهقات.
وأضافت أنه يجب على جميع مستخدمي الإنترنت أن يفهموا أنهم ينتهكون القانون إذا نشروا هذه المواد، بغضّ النظر عن السبب وراء ذلك.
وشدّدت المؤسسة على ضرورة وجود نوع من الثقة والصراحة بين الأهل والأولاد، الأمر الذي يوفّر للأولاد غطاء حماية كونهم سيُطلعون أهلهم على أي أمر مريب أو تهديد يتعرضون له.